اختارنا لكالمرأة

طفرة في معدلات الطلاق .. والخلع أول المتهمين

تقرير المركزى للتعبئة والإحصاء يحصر 222 ألف حالة طلاق في 2021

Advertisements

أسماء سعودي

كشف تقرير صادر مؤخرا عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أن زيادات كبيرة فى معدلات الطلاق فى مصر، وأن العام 2020 فقط شهد نحو 222 ألفا و36 حالة إنهاء للعلاقات الزوجية تنوعت بين الطلاق والخلع، وأن ديسمبر 2021 فقط شهد نحو 20.7 ألف حالة، مقابل 19.1 ألف حالة طلاق في ديسمبر 2020، بزيادة بلغت 1.6 ألف حالة طلاق، مما يدق ناقوس الخطر ويستوجب من مؤسسات الرعاية فى الدولة أن تتحرك بفاعلية أكثر لمواجهة هذا الخطر الذى يضرب الأسرة المصرية فى مقتل.

الشيخ إسلام عامر: الخلع ساهم فى زيادة معدلات الطلاق وغياب ثقافة التوفيق بين الزوجين

أكد الشيخ إسلام عامر، نقيب المأذونيين، أن معدلات الطلاق شهدت زيادة مضطرة الفترة الأخيرة، وأن مصر شهدت في عام 2021 بحسب تقرير صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة والأحصاء نحو ربع مليون حالة طلاق، وأن نسبة كبيرة من الطلاق الفترة الأخيرة يتم التفريق فيها بين الزوجين خلعًا.

وقال نقيب المأذونيين إن الزوجين يتسببا معا فى زيادة معدلات الطلاق، وأن اتهام أحد طرفى العلاقة بالمسئولية ينطوى على مغالطة، مشددًا على أهمية التريث قبل اتخاذ هذا القرار، ما يجعل نسبة حالات الطلاق والخلع والطلاق للضرر فى القرى أقل من المدن.

ولفت عامر إلى أن محاولة التوفيق بين الطرفين، من المهام الأساسية والاجتماعية للمأذون، متابعًا: “فى القرى والريف نسير وفقًا للأصول ونجمع الأب والخال والعم أكثر من مرة قبل حدوث حالات الطلاق محاولة لتدارك المشكلة”.

وأوضح أن غياب الدور الاجتماعى للمأذون يؤدى إلى إرتفاع نسبة الطلاق إلى نحو 40%، مؤكدًا أن تواجد المأذون فى قريته بصفة مستديمة والعلاقة التى يكونها مع المواطنين يؤدى إلى الحد من عملية الطلاق.

وكشف نقيب المأذونين أن نسبة الطلاق بين الشباب ما بين 20 إلى 30 عامًا عالية جدا، معقبًا: “أحمل المسؤولية على الأهل لأن أولياء الأمور هم من جهزوا، لو الشاب تعب وشقى حتى يؤسس أسرة سوف يتمسك ببيته وأولاده”، لكن الزوج يستسهل الطلاق كونه لم يتعب فى الزواج، وأنه لا مانع لديه من البحث عن زيجة أخري، بالإضافة إلى سوء الاختيار وعدم توافق الطباع بين الطرفين.

د. عزة فتحي: من الخطأ أن يكون الاختيار على معيارى الجمال الظاهرى والمال فقط

أرجعت د.  عزة فتحى أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس إرتفاع نسب الطلاق فى مصر، للاختيارات الخاطئة، مشيرة إلى أن معظم الاختيارات دائما ما تكون على أساس المال والجمال وهى معايير خاطئة.

وقالت د. فتحى إن مكافحة التفكك الأسرى تستلزم العودة لتطبيق التعليمات الدينية ونشر اخلاق وقيم الرسل ومنها التعامل الصحيح مع المرأة واحترامها، ونشر الاسس الصحيحة لاختيار شريك الحياة والبعد عن المعايير الهشة أو الشكليات والماديات، فلابد من اختيار الطرف الاخر على أساس الدين والأخلاق والتوافق الفكرى والاجتماعي.

كما يجب أن يتم التركيز فى المناهج التعليمية على سبل التربية الإيجابية والصحيحة للأبناء والتأكيد على ان الاسرة هى أساس المجتمع, ولابد من توعية الشبابا بشأن الزواج وأنه حياة ومشاركة، لافتة إلى أن نتيجة الزواج سيكون هناك أطفال ولابد من الحفاظ عليهم.

وأشارت د. عزة فتحى الى ضرورة أن يتم تعديل القانون والتشريع لتشديد تجريم انتهاك الحقوق بين الزوجين، وتنظيم ندوات ثقافية للمرأة لتوعيتها بضرورة احترام مسئوليتها الاسرية والقيام بها على أكمل وجه وعدم الانسياق وراء بعض البرامج او الشخصيات الإعلامية التى تحرض المرأة على التمرد على زوجها.

وأشارت إلى أنها شاركت فى تطبيق مشروع “مودة” بالجامعات لتوعية شباب الجامعات بالزواج والحياة الأسرية، والذى يهدف إلى تأهيل الشباب المصرى المقبل على الزواج، من الجنسين، وإعدادهم لبدء حياة زوجية ناجحة، والتأهيل النفسى والاجتماعى والشرعى لطرفى العلاقة، لبناء شراكة تقوم على الحب والاحترام والمسؤولية.

ولابد من توعية المقبلين على الزواج بالشروط الواجب توافرها لبدء أولى خطوات الحياة الزوجية، وتثقيف الشباب المقبل على الزواج، من خلال عرض نماذج ناجحة فى الحياة العملية والأسرية.

وتناشد د. عزة فتحى الجهات المختصة بتعميم المشروع بكافة أنحاء الجمهورية، خاصا فى ظل انشغال الأسر الآن بـ”لقمة العيش- السوشيال ميديا”، وهذا ما يسبب حالات الطلاق والخرس الزوجى فى المنازل مما يؤثر على الأطفال بالمنازل.

مفتى الديار المصرية: الحل فى منظومة القيم الأسرية التى رسمها الشرع الشريف

يرى د. شوقى علام، مفتى الديار المصرية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، أن منظومة القيم الأسرية رسمها الشرع الشريف، وهى ظاهرة وواضحة فى القرآن والسنَّة النبوية المطهرة بكل أبعادها، وطبَّقها النبى صلى الله عليه وآله وسلم تطبيقًا عمليًّا.

 وقال فضيلة مفتى الديار إنه يجب أن يسير الكافة على هذا الهدى الإسلامي، خاصة وأن النموذج النبوى وما تعلَّمه منه الصحابة الكرام فيما يتعلَّق بالأسرة والتربية وتعامل الأزواج مع بعضهم هو النموذج الأمثل فى التعامل مع الأبناء، فقد كان صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله يعيش زوجًا وأبًا مثاليًّا، فيشارك فى أعمال البيت مشاركة كاملة، وكان كثير الرفق بأمهات المؤمنين ولم يكن فظًّا غليظًا معهن أبدًا 

وأضاف المفتى أنَّ النبى صلى الله عليه وسلم كان يدقق كثيرًا فى اختيار أزواج بناته فاختار أفضل الرجال لهن، وبالطبع حدد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بواعث الشباب عند اختيار الزوجة بقوله: «تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين، تربت يداك». وتربت يداك يقصد بها التحفيز وإثارة الكوامن نحو فعل الصالح للإنسان.

وأوضح د. شوقي علام أن الطلاق فى دار الإفتاء، يتم بطريقة منظمة ومنضبطة من خلال 3 مراحل، تبدأ المرحلة الأولى بأمين الفتوى، وفى حالة  لم يتيسر الأمر لأمناء الفتوى بسبب وجود شك فى وقوعه، يتم تحويل الحالة للجنة مختصة مكونة من 3 علماء، وإذا استمرت الشبهة، تتحول الحالة لمفتى الجمهورية شخصياً، وفى بعض الأحيان  يستضيف أطراف واقعة الطلاق فى مكتبه، حتى يستطيع أن يحكم بالعدل، وذلك من باب المحافظة على الأسرة.

ولفت إلى وجود انفراجات فقهية يلجأ إليها العلماء من كتب الفقه كى يحافظوا على كيان الأسرة، وهذه الانفراجات  يكون لها أصول شرعية من الكتاب والسنة، لأن الزواج هو عقد ثبت بيقين، ولا ينبغى أن يُرفع إلا بيقين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى