
تشهد الليرة السورية تغيرات مستمرة في قيمتها أمام العملات الأجنبية، حيث تختلف الأسعار بين السوق الرسمية والسوق السوداء.
اليوم، بلغ سعر الدولار الأمريكي في السوق الرسمية حوالي 14,650 ليرة للشراء و14,800 ليرة للبيع. أما في السوق السوداء، فسجل الدولار ما يقارب 13,100 ليرة للشراء و13,600 ليرة للبيع.
أما اليورو، فقد حُدد سعره في السوق الرسمية عند 15,281 ليرة للشراء و15,434 ليرة للبيع، بينما في السوق السوداء وصل إلى 13,623 ليرة للشراء و14,148 ليرة للبيع.
ما أسباب تدهور قيمة الليرة السورية؟
شهدت الليرة السورية انخفاضًا حادًا في قيمتها خلال السنوات الأخيرة نتيجة عوامل متعددة. الأزمات السياسية التي طال أمدها أثرت بشكل كبير على الاقتصاد السوري، ما أدى إلى تراجع الإنتاج المحلي وزيادة الاعتماد على الواردات.
العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا أسهمت كذلك في تقييد تدفق العملات الأجنبية، مما زاد الضغط على العملة المحلية.
بالإضافة إلى ذلك، أثرت السوق السوداء على استقرار سعر الصرف بسبب المضاربات المستمرة.
كيف يؤثر انخفاض قيمة الليرة السورية على المواطنين؟
تدهور قيمة الليرة السورية انعكس سلبًا على حياة المواطنين، حيث ارتفعت تكاليف المعيشة بشكل كبير.
أسعار السلع الأساسية والخدمات باتت لا تناسب الدخل الشهري لمعظم السكان، مما دفع نسبة كبيرة من السوريين إلى العيش تحت خط الفقر.
تآكل القوة الشرائية كان أحد أبرز الآثار السلبية، حيث لم يعد باستطاعة المواطنين شراء الاحتياجات الأساسية بنفس القدر الذي كانوا عليه سابقًا.
كما أدى التضخم المرتفع إلى تراجع جودة الحياة والخدمات العامة.
هل يمكن تحسين قيمة الليرة السـورية؟
رغم التحديات الاقتصادية الكبيرة، يمكن اتخاذ بعض الإجراءات لتحسين قيمة الليرة السورية.
تشجيع الاستثمار المحلي والدولي يُعد من الحلول الممكنة، حيث يمكن للحكومة توفير بيئة أكثر أمانًا للمستثمرين.
دعم القطاعات الإنتاجية مثل الزراعة والصناعة قد يسهم أيضًا في تقليل الاعتماد على الواردات وتحسين الاقتصاد.
بالإضافة إلى ذلك، يجب مكافحة السوق السوداء من خلال سياسات نقدية قوية تقلل من الفجوة بين السعر الرسمي وسعر السوق.
ما هو مستقبل الليرة السـورية؟
مستقبل الليرة السورية يعتمد بشكل كبير على الأوضاع السياسية في البلاد. تحقيق الاستقرار السياسي ورفع العقوبات الاقتصادية يمكن أن يساهما في استعادة الثقة بالعملة الوطنية.
كما أن تعزيز الإنتاج المحلي وتنويع الاقتصاد قد يساعدان في خلق فرص عمل وتحقيق التوازن المالي المطلوب.
تحسين العلاقات الاقتصادية مع دول الجوار يشكل أيضًا جزءًا مهمًا من الحلول المستقبلية.
أسعار العملات الأخرى مقابل الليرة السـورية
إلى جانب الدولار واليورو، تُظهر العملات الأخرى مثل الريال السعودي والدينار الكويتي استقرارًا نسبيًا في السوق الرسمية، ولكنها تسجل ارتفاعًا ملحوظًا في السوق السوداء نتيجة زيادة الطلب عليها.
اليوم، سجل الريال السعودي حوالي 3,900 ليرة في السوق السوداء، بينما بلغ سعر الدينار الكويتي ما يقارب 45,000 ليرة.
هذه الأرقام تعكس حجم التفاوت بين السوقين ودورها في تحديد حركة العملة المحلية.
ما الذي يحتاجه الاقتصاد السوري لتحسين وضع الليرة؟
تحسين وضع الليرة السورية يتطلب جهودًا متكاملة تشمل الحكومة والمجتمع الدولي.
عقد مؤتمر دولي للمانحين على غرار مشروع مارشال قد يكون خطوة هامة لدعم عملية إعادة الإعمار.
تشجيع الاستثمارات الأجنبية عبر صيغ مثل عقود “بي أو تي” يمكن أن يساعد في بناء مشاريع طويلة الأجل تعود بالنفع على الاقتصاد المحلي.
على المستوى الداخلي، يحتاج الاقتصاد السوري إلى التركيز على زيادة الإنتاجية وتقليل الاعتماد على المساعدات الخارجية.
اقرأ أيضًا: من هو أنس خطاب رئيس المخابرات السورية؟.. ولماذا هو مدرج بقوائم الإرهاب 2024؟
إجمالًا، استقرار الليرة السورية هو انعكاس مباشر للوضع الاقتصادي والسياسي العام في البلاد.
تحقيق هذا الاستقرار يتطلب إصلاحات جذرية وسياسات اقتصادية متوازنة تسهم في إعادة بناء الثقة بالعملة المحلية.