
الفاتيكان .. البابا فرنسيس .. شهدت ساحة القديس بطرس بالفاتيكان صباح اليوم السبت مشهداً استثنائياً، خلال مراسم جنازة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان الراحل، حيث قوبل الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي بتصفيق حار من الحشود الغفيرة التي احتشدت لتوديع “الحبر الأعظم”، وفقاً لما نقلته شبكة “CNN” الأمريكية.
لحظة دخول زيلينسكي إلى ساحة القديس بطرس
بحسب التقارير، فإن الرئيس الأوكراني كان قد غادر كاتدرائية القديس بطرس، وعند دخوله إلى الساحة حيث احتشد الآلاف من المشيعين، دوّى تصفيق الجماهير، التي كانت قبلها ملتزمة الصمت احتراماً لهيبة المراسم. هذه اللحظة المؤثرة عكست مشاعر الدعم والتضامن مع زيلينسكي، رغم الخلفية المعقدة للعلاقة بين بلاده والفاتيكان خلال الحرب الروسية الأوكرانية.
توترات سابقة ثم عودة للتواصل
رغم أن البابا فرنسيس كان من أكثر الشخصيات الدينية دعوة للسلام خلال الحرب الروسية الأوكرانية، إلا أن تصريحاته في مارس 2024 أثارت جدلاً واسعاً داخل أوكرانيا، حين دعا كييف إلى “التحلي بالشجاعة ورفع الراية البيضاء”، في إشارة إلى ضرورة التفاوض لإنهاء الحرب.
ردود الفعل الأوكرانية كانت حادة، إذ رفض وزير الخارجية دميترو كوليبا دعوة البابا، مؤكداً أن “العلم الأوكراني الأصفر والأزرق هو الذي نعيش ونموت وننتصر به”، كما انتقد زيلينسكي ما سماه بـ”الوساطات الافتراضية”، دون أن يذكر البابا فرنسيس بالاسم.
ورغم حدة التصريحات آنذاك، لم يستمر الفتور طويلاً، حيث استؤنفت اللقاءات بين الجانبين، إذ التقى زيلينسكي بالبابا على هامش قمة مجموعة السبع في يوليو 2024، ثم جرى لقاء آخر بينهما في الفاتيكان خلال شهر أكتوبر من العام ذاته.
تصريحات البابا الأخيرة حول أوكرانيا قبل وفاته
في أكتوبر الماضي، وخلال لقائه بزيلينسكي، أكد البابا فرنسيس على ضرورة احترام سيادة جميع الدول وحقها في العيش بأمان وسلام، مشدداً على أن الاعتداء على أراضي أي دولة أمر مرفوض، ولا بد من التوصل إلى السلام عبر الحوار لا السلاح.
كما دعا البابا فرنسيس، قبل وفاته بيوم واحد، إلى تحقيق “هدية السلام” لأوكرانيا بمناسبة عيد الفصح، مشيراً إلى الدمار الذي خلفته الحرب في البلاد، ومناشداً المجتمع الدولي للعمل على إنهاء النزاع المستمر.
غياب لافت للرئيس الروسي عن الجنازة
وفي الوقت الذي حضر فيه عدد كبير من قادة العالم، من ملوك ورؤساء دول وحكومات، مراسم الجنازة لتوديع البابا فرنسيس، غاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن الحضور. وأعلن الكرملين سابقاً أن بوتين لن يشارك في الجنازة.
وتجدر الإشارة إلى أن المحكمة الجنائية الدولية كانت قد أصدرت مذكرة اعتقال بحق بوتين، الأمر الذي يجعل تواجده في إيطاليا محفوفاً بالمخاطر، باعتبارها من الدول الأعضاء في المحكمة، حيث تلتزم بتنفيذ مذكرات التوقيف الصادرة عنها.

جنازة بحضور عالمي واسع
شهدت مراسم الوداع للبابا فرنسيس حضوراً واسعاً من كبار القادة والزعماء، حيث جلس الضيوف وفقاً للترتيب الأبجدي، وسط إجراءات أمنية مشددة داخل وحول الفاتيكان، لضمان سير المراسم بسلاسة وأمان.
وبذلك تكون جنازة البابا فرنسيس قد جمعت العالم كله، في لحظة إنسانية جامعة، رغم اختلافات السياسة وتباين المواقف بين الدول الحاضرة.