«الخطر القادم» مقال يتنبأ بالمؤامرة الأمريكية على مصر .. كيف تتبأ مصطفى الفقي بتهديد ترامب للسيطرة علي قناة السويس وتوقعات المخطط الأمريكي السري؟

656

قناة السويس .. ترامب .. مصطفي الفقي .. في تطور لافت يعكس مدى صواب الرؤية الاستباقية لبعض المفكرين السياسيين، أعادت تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الأخيرة حول الممرات المائية، فتح باب النقاش حول نواياه تجاه قناة السويس وممرات دولية أخرى. فقد طالب ترامب بشكل مباشر بضرورة السماح للسفن العسكرية والتجارية الأمريكية بالمرور عبر قناتي السويس وبنما دون دفع أي رسوم، وهو ما يمثل توجهًا خطيرًا في التعامل مع القوانين والمعاهدات الدولية السارية.
 

تصريحات ترامب المثيرة للجدل بشأن قناة السويس وبنما

في منشور له عبر منصته الخاصة “تروث سوشيال”، دعا الرئيس الأمريكي السابق إلى إعفاء السفن الأمريكية من أي رسوم مرور عبر قناتي السويس وبنما، موضحًا أنه أوكل هذه المهمة إلى وزير الخارجية الجديد ماركو روبيو للتحرك الفوري بشأنها. هذا التصريح يعيد إلى الواجهة قضايا السيادة الوطنية والالتزام بالاتفاقيات الدولية المتعلقة بالممرات المائية، ويكشف عن توجهات ترامب التي لا تعترف كثيرًا بالاعتبارات القانونية التقليدية.
 

رؤية مصطفى الفقي: قراءة استباقية لمخططات ترامب

قبل هذه التصريحات بأيام، كان الدكتور مصطفى الفقي قد نشر مقالًا تحليليًا مهمًا على “بوابة الأهرام” بعنوان “المضايق المائية.. الخطر القادم”، أشار فيه إلى أن شخصية ترامب، المعروفة بمزاجها الانفعالي وفكرها الأحادي، قد تدفعه إلى السعي للسيطرة على الممرات المائية الدولية بحجج واهية مثل حرية التجارة العالمية.

وكتب الفقي: “تعلمنا من دروس الماضي أن التحليل السياسي يرتبط بالنظرة الاستباقية وقدرة الفهم العميق للمتغيرات، وقد رأينا في تجربة ترامب الأولى كيف يصعب التنبؤ بتصرفاته، فهو رجل بلا تاريخ سياسي تقليدي، يعتمد على القرارات المفاجئة وغير المحسوبة في كثير من الأحيان”.

الممرات المائية الدولية تحت تهديد الأفكار التوسعية

بحسب الفقي، فإن توجه ترامب نحو الحديث عن قناة بنما قد لا يكون إلا بداية لسلسلة من المطالبات التي قد تشمل مضيق هرمز، باب المندب، قناة السويس، وجبل طارق، في محاولة لتبرير تدخلات أمريكية مباشرة في هذه الممرات تحت شعار “حرية الملاحة”. وأوضح أن هذه الأفكار تصطدم بمواثيق واتفاقيات دولية راسخة لا تسمح بمثل هذه الهيمنة المنفردة.

وأكد أن ترامب قد يسعى إلى فرض واقع جديد يعتمد على مبررات زائفة، متجاهلًا الشرعية الدولية، ومستهترًا بحقوق الدول والشعوب، بما يعكس رؤيته للعالم كرجل أعمال يبحث عن تحقيق مكاسب بأقصى سرعة وأدنى اعتبار للأنظمة والقوانين العالمية.
 

تحولات في موازين الصراع الدولي

تابع الفقي في مقاله بالإشارة إلى أن العالم يسير نحو صراعات اقتصادية حادة قد تفوق في تأثيرها الحروب العسكرية التقليدية. وأوضح أن المستقبل قد يشهد اشتعال حروب تجارية ومضاربات نقدية عنيفة بين الكتل الدولية الكبرى، خصوصًا بين الولايات المتحدة والصين من جهة، وبين الغرب وروسيا من جهة أخرى.

وأضاف أن أدوات الصراع الجديدة قد تتمثل في الحصار والمقاطعة والعقوبات الاقتصادية بدلًا من الحروب المباشرة، مما قد يؤدي إلى تغييرات جذرية في خريطة العالم السياسية والاقتصادية.
 

254
دكتور مصطفي الفقي 

تحذيرات من نزاعات قادمة بسبب الأطماع في الممرات المائية

اختتم الفقي تحليله بتحذير صريح من أن شخصية ترامب، التي تتسم بالعدائية تجاه الآخر والتفكير الأحادي، قد تقود إلى موجة جديدة من التوترات الدولية بسبب محاولاته فرض سيطرة أمريكية على المضايق والممرات المائية الاستراتيجية. وأكد أن هذا التوجه قد يصنع حساسيات إضافية ويؤجج الاضطرابات في مناطق متعددة من العالم.

وأكد أن ترامب، الذي ينظر إلى العالم من منظور احتكاري، قد يضرب عرض الحائط بالمعاهدات الدولية والاتفاقيات السياسية من أجل تحقيق أجنداته الخاصة، مما يهدد استقرار النظام العالمي القائم.

 

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *