
في خطوة وصفت بأنها “غير مسبوقة”، أعلن الدكتور محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، عن إطلاق مناهج مدرسية جديدة ستبدأ الوزارة في تطبيقها رسميًا مع بداية العام الدراسي 2025 / 2026. جاء هذا الإعلان خلال مشاركته في منتدى “اسمع واتكلم” الذي نظمه مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، بمدينة نصر، بحضور شخصيات بارزة من مؤسسات الدولة والمجتمع المدني.
ما الجديد في هذه المناهج المدرسية؟
المناهج المدرسية الجديدة لا تقتصر فقط على المحتوى العلمي المعتاد، بل تتضمن منظومة متكاملة لترسيخ ثقافة العمل التطوعي لدى الطلاب، باعتباره عنصرًا أساسيًا في تكوين الشخصية المصرية الواعية والفاعلة. وأوضح وزير التعليم أن هذه المناهج تهدف إلى تعزيز قيم الانتماء والمسؤولية المجتمعية، من خلال دمج مفاهيم التطوع والمشاركة في الأنشطة المجتمعية ضمن المواد الدراسية.
أهداف إطلاق المناهج الجديدة
بحسب تصريحات الوزير، تسعى وزارة التربية والتعليم إلى فتح قنوات جديدة للتعاون مع الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني، بهدف دعم دور المدرسة كمؤسسة تربوية شاملة لا يقتصر دورها على التعليم الأكاديمي فقط. وتطمح الوزارة إلى أن تعزز المناهج المدرسية الجديدة من وعي الطلاب بقضايا مجتمعهم، وتمكينهم من أن يكونوا جزءًا فاعلًا في عملية التنمية.
الجدل بين أولياء الأمور والخبراء
أثار إعلان هذه المناهج موجة من النقاش بين أولياء الأمور والخبراء التربويين. فبينما رحب البعض بالفكرة واعتبرها تطورًا ضروريًا في نظام التعليم المصري، أعرب آخرون عن تخوفهم من مدى جاهزية المدارس والمعلمين لتطبيق هذه المناهج بشكل فعّال. ويُنتظر أن تكشف الوزارة خلال الفترة المقبلة عن تفاصيل المحتوى الجديد وخطط التدريب للمعلمين، لضمان تنفيذ فعّال دون تأثير سلبي على العملية التعليمية.
توقيت التنفيذ والاستعدادات الجارية
أكد الوزير أن العام الدراسي المقبل 2025 / 2026 سيشهد الانطلاقة الرسمية لتطبيق المناهج المدرسية الجديدة، مشيرًا إلى أن الوزارة بدأت بالفعل في إعداد المواد التعليمية، وتحديث المحتوى الرقمي، وتدريب الكوادر التعليمية على أساليب التدريس الجديدة.
خلاصة القول
إطلاق مناهج مدرسية جديدة يمثل منعطفًا مهمًا في مسيرة تطوير التعليم بمصر، حيث تهدف هذه الخطوة إلى بناء جيل جديد أكثر وعيًا ومسؤولية. وبينما تتفاوت الآراء حول الاستعداد الفعلي للتنفيذ، تبقى المبادرة خطوة جريئة نحو تعليم يواكب تحديات العصر ويلبّي احتياجات المجتمع.