حلال أم حرام؟.. دار الإفتاء المصرية تكشف عن رأيها في التهنئة برأس السنة الميلادية

4c618150 90c4 4439 b620

يحتفل العالم العربي والدولي اليوم بليلة رأس السنة الميلادية، وهي التي تحتفل بها العديد من الشعوب، حيث تتعدد مظاهر الاحتفال برأس السنة الميلادية ومن بين هذه المظاهر تعليق الزينة، الاحتفالات العامة، وحضور العروض الموسيقية والأنشطة الترفيهية، وكذلك تبادل التهاني بحلول السنة الميلادية الجديدة.

هل الاحتفال برأس السنة الميلادية جائز شرعًا؟

حيث تكثر العديد من التساؤلات حول هل الاحتفال برأس السنة الميلادية جائز شرعًا؟ وهل تعبير الفرح من خلال تعليق الزينة أو المشاركة في هذه الاحتفالات يعد حراما؟، حيث يوجه الكثير تلك التساؤلات إلى دار الإفتاء المصرية لمعرفة الإجابة المفصلة حول هذا الموضوع.

دار الإفتاء المصرية

رد دار الإفتاء المصرية 

ولتزايد البحث وزيادة التساؤلات سنعرض إليكم رأي دار الإفتاء المصرية في ذلك الموضوع، وقد جاء رأيها على النحو التالي:

رأي دار الإفتاء المصرية في الاحتفال برأس السنة الميلادية

يعتبر الاحتفال برأس السنة الميلادية، والتي تتزامن مع بداية عام ميلادي جديد، وهي مناسبة اجتماعية بالدرجة الأولى، لذا فإن هذا الاحتفال لا يرتبط بأي طقوس دينية خاصة في الإسلام ولا يلزم المسلمين بالمشاركة في أي عبادات أو شعائر تخالف العقيدة الإسلامية.

كما يمكن أن يفهم الاحتفال برأس السنة الميلادية من خلال كونه تذكيرًا بتداول الأيام والسنين، وهي نعمة من نعم الله على الإنسان تستدعي الشكر، ومن هنا، يرى الفقهاء أن المشاركة في احتفالات رأس السنة الميلادية بما يتضمنه من مظاهر فرح كتعليق الزينة والتهنئة لا يعتبر محرمًا، بشرط ألا يكون هناك ارتباط بأي طقوس دينية أو ما يخالف الشريعة الإسلامية.

دار الإفتاء المصرية
دار الإفتاء المصرية

رأي دار الإفتاء المصرية في تهنئة مناسبة رأس السنة الميلادية

توافق مناسبة رأس السنة الميلادية مولد نبي من أنبياء الله تعالى وهو سيدنا عيسى ابن مريم عليهما السلام، ولمولده منزلة وقدسية خاصة في الإسلام؛ فإنه المولد المعجز الذي لا مثيل له في البشر؛ حيث خُلِقَ من أم بلا أب، قال تعالى: ﴿إنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ [آل عمران: 59].

حيث صاحب مولد سيدنا عيسى ابن مريم عليهما السلام، من الآيات الكونية والمعجزات الإلهية ما لم يتكرر في غيره؛ حتى ذكروا أن الله تعالى أجرى النهر في المحراب للسيدة البتول مريم عليها السلام، وأوجد لها التمر في الحال من جذعٍ يابس في الشتاء في غير وقت بدوِّ ثمره؛ كي يطمئن قلبها وتطيب نفسها وتَقَرَّ عينها، بعد ما ألجأها ألم الولادة والطلق إلى جذع النخلة تستند إليه وتستتر به.

ومن هذا الجانب يرد على منكري الاحتفال بمولد سيدنا عيسى عليه السلام متعللين بأنه في غير وقته؛ لأن بدو التمر إنما يكون في الصيف وهو وقت تأبير النخل، لا في الشتاء، متناسين أن الإعجاز الإلهي قد احتف بهذا المولد المبارك المجيد في زمانه وآوانه، كما حف به في ملابساته وأحواله.

دار الإفتاء المصرية

حيث أن الفرح بيوم مولد سيدنا عيسى ابن مريم عليهما السلام المعجز هو أمر مندوب إليه؛ فإن القرآن الكريم قد خلّد ذِكْرَه بتفاصيله في سورة مريم، وأمر حبيبه صلى الله عليه وآله وسلم بتذكُّرِه فقال: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا﴾ إلى قوله تعالى: ﴿وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا﴾ [مريم: 16-33]، والمسلمون يؤمنون بأنبياء الله تعالى ورسله كلهم.

حيث أن دين الإسلام لا يفرق بين أحد منهم، وهم كما يفرحون بمولد النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم يفرحون بأيام ولادة الأنبياء والرسل أجمعين، وهم حين يحتفلون بها يفعلون ذلك شكرًا لله تعالى على نعمة إرسالهم هداية للبشرية ونورًا ورحمة، فإنهم أكبر نِعم الله تعالى على البشر، والأيام التي وُلِدَ فيها الأنبياء والرسل أيامُ سلام وبركة على العالمين.

كما نص الله تعالى على ذلك؛ فقال عن سيدنا يحيى عليه السلام: ﴿وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا﴾ [مريم: 15]، وقال على لسان سيدنا عيسى عليه السلام: ﴿وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا﴾ [مريم: 33].

الرابط المختصر https://alhorianews.com/y83l

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *